خبير في التنمية الريفية: استثمار النزل والمزارع للإيجار السياحي دخل إضافي مسكوت عنه
الإثنين، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣ وقدمت وزارة السياحة ووزارة البيئة والمياه والزراعة تسهيلات كبيرة لمن أراد الدخول في مجال السياحة الزراعية والريفية، عزز ذلك تصريح وزير السياحة أحمد الخطيب أنه بإمكان أصحاب المزارع والنزل الريفية بسائر مناطق المملكة عرض بيوتهم أو مزارعهم للاستخدام العام من خلال منصة الوزارة للإيجار والتطوير للحصول على التراخيص اللازمة ومن بين التسهيلات إطلاق وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في وكالة الزراعة خدمة ترخيص المزارع الريفية عبر منصتها والتي يستفيد منها الأفراد والمستثمرون من جانب آخر، أوضح الخبير في التنمية الريفية راضي الفريدي مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية "ريفنا" أن السياحة أصبحت ذات أهمية متزايدة في الهيكل الاقتصادي لمعظم البلدان حول العالم إلى جانب الإمكانات الطبيعية والجغرافية والثقافية والتاريخية بحيث يتوسع نشاط هذا المجال على أساس الاستفادة من فرص المميزات النسبية في المناطق الريفية، حيث تلعب السياحة الريفية دورًا مهمًا في تطوير صناعة السياحة في عديد من البلدان، وفي الوقت نفسه فإن هذا المجال له تأثير إيجابي على التنمية الزراعية والريفية والبيئية والثقافية والسياحية المستدامة في المناطق الريفية، وخلق الخدمات الاجتماعية والثقافية وزيادة الدخل وتنوع مصادره
وبيّن "الفريدي" أن السياحة الزراعية "المزارع الريفية "هي عرض سياحي في المناطق الريفية، يشمل الإقامة في المزارع الريفية أو بالقرب منها، وينظمها أهل المناطق الريفية وبعض أصحاب المزارع الريفية في المقام الأول، بحيث يسمح للمزارعين بتلقي دخل إضافي والفكرة الأساسية هي قربها من العائلة ومعايشة الكثير من التجارب بحياة بسيطة ومتنوعة
وبين راضي الفريدي أنه من أهم العناصر الأساسية التي تساعد في نجاح السياحة الزراعية والريفية حسب التجارب العالمية هي ثلاثة عناصر يجب تقديمها ومشاركة زوار المزرعة والنزل الريفية فيها:
1- وجود أشياء يشاهدها الزوار (مزروعات، حيوانات، طيور، نحل، أشجار فواكه، جبال، أودية، تراث...)
2- وجود أشياء يقوم بها الزوار (المشاركة بالعمليات الزراعية، الطبخ، المشاركة في بعض الألعاب الريفية، تسلق الجبال، قطف المنتجات، إطعام الحيوانات والقرب منها، المشاركة في صناعة بعض المنتجات الزراعية والحرفية...)
3- وجود أشياء يشتريها الزوار(منتجات المزرعة الطازجة والمصنعة، المصنوعات اليدوية والحِرف، الأطعمة، المشروبات الطازجة، المنتجات الريفية)
وذكر "الفريدي" أن جمعية السياحة الزراعية والريفية خطت خطوات سبّاقة نحو تحويل بعض النزل الريفية والتراثية في بعض مناطق السعودية إلى وجهات جاذبة للسياح الراغبين بالتمتع بأدق تفاصيل الحياة السعودية، في إطار تجربة إنسانية غنية بالأنشطة الثقافية التي تعبق بالتقاليد الأصيلة للشعب السعودي المضياف، وتكتسب المزارع والنُزل التراثية والريفية في مختلف مناطق المملكة أهمية إستراتيجية كونها حجر الأساس لرفد القطاع السياحي بنمط متفرد من الغرف الفندقية التي تلبي الطلب السياحي المتنامي، ولاسيّما في ظل المساعي لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الطموحة في استقطاب 100 مليون زائر محلي ودولي بحلول العام 2030، فضلاً عن دعم التوجه الحكومي نحو خلق فرص عمل للمواطنين ودفع عجلة تنويع الاقتصاد الوطني
ودعا "الفريدي" المواطنين والمقيمين للاطلاع على تجربة الجمعية في مزرعة "الزيتونة" السياحية بالباحة، وتجربة قرية ومزرعة "وشيل" الريفية ومزرعة "الشرقة" السياحية بمحافظة الداير في منطقة جازان، والتي تأتي وفقًا لرؤية جمعية "ريفنا" في نشر ثقافة السياحة البديلة عامة وصناعة السياحة الزراعية والريفية خاصة
و ثمّن القرارات الجديدة من وزارة السياحة لتسهيل العمل بالسياحة الزراعية والريفية، وذلك لتحقيق دخل إضافي ومتنوع لسكان الأرياف وكذلك وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر ترخيص المزارع الريفية، مبينًا أنها خدمت المستثمرين مِن من طلب التراخيص بشكل أسرع مما يسرع في عملية تحقيق المستهدفات
وأوضح أهمية هذه القرارات لأصحاب المزارع لأنها تُسهم في تحفيز وتطوير السياحة الزراعية والريفية بالمملكة حيث مقومات السياحة الزراعية المميزة والمتنوعة، مضيفًا أن ما صرح به وزير السياحة بخصوص منطقتي الأحساء والقصيم هو مجرد مثال ويمكن تفعيله على كل مناطق المملكة التي فيها من التنوع الزراعي والريفي الشيء الكثير فلو نظرنا مثلاً لمنطقة جازان نجد أنها تزخر من قمم الجبال إلى أعماق البحر بالعديد من المواقع الطبيعية الزراعية والريفية والبيئية والثقافية والتاريخية فهي بموقعها الجغرافي المميز وتتنوع تضاريسها من جبال وأودية وسهول أغلبها مناطق ريفية بكر تتمتع بتنوع مناخي واحيائي وثقافي متفرد
وأضاف راضي الفريدي أنه ولكي تنجح فكرة السياحة الريفية هناك مراحل مهمة يجب اتباعها لمن أراد الاستثمار في المجال:
المرحلة الأولى : هي دراسة نقاط القوة لدى المزارع الريفية التي ترغب في العمل في مجال السياحة الزراعية والريفية قبل فتح أبوابها ووضعها في منتج واحد وتحويلها إلى إستراتيجية لدراستها بشكل جيد وتطويرها ..فهنا تكون المزرعة قد نجحت تمامًا في البدء من حيث انتهى الآخرون
والمرحلة الثانية وهي الأهم على الإطلاق، ماذا بإمكاني أن أضيف على نقاط القوة عند المنافسين لأضعها في منتجي الجديد الذي سأقدمه، وهذا هو نصف النجاح الآخر للمزارع الناشئة في السياحة الزراعية والريفية، الذي اسميه "عنصر التميز".أما المرحلة الثالثة فهي معرفة الفرق بين أربعة أشياء "حاجة ومتطلب ورغبة وجذب الزبون" مع التركيز على فهم العميل وتقديم خدمات ومنتجات عالية الجودة مع استدامة هذا العمل مع توفر بعض الأساسيات لدى صاحب المزرعة والنزل الريفية مثل:
1- اتصال وتواصل قوى المجتمع
2- تقديم قيمة مضافة سواء منتج أو خدمة
3- التطوير والتجديد وتقديم المفيد بناء على دراسة السوق
وعن أهداف وأعمال جمعية ريفنا قال "راضي الفريدي": لدينا أهداف بعيدة المدى وأهداف مرحلية؛ فالأهداف المرحلية ركزت على نشر ثقافة السياحة البديلة بمفهومها العام "السياحة الزراعية والريفية" بمفهومها الخاص، وفتح بعض المزارع الريفية وإدارة وتطوير البعض بين أطياف المجتمع والجهات الحكومية والتمويلية، والعمل كذلك على تطوير وتنظيم وتنفيذ السياحة عامة والسياحة البديلة الريفية بشكل خاص، موضحًا أن المشروعات التي تعمل عليها الجمعية لتطوير السياحة الزراعية والريفية والبيئية متنوعة ومتكاملة