إطلاق أول جمعية تعاونية تهتم بالسياحة الزراعية والريفية.. "الطعام" والتراث أهم المقومات
2021-03-16وافقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإنشاء الجمعية التعاونية للسياحة الزراعية والريفية، وأكد راضي الفريدي مدير الاتصال والمعرفة والشؤون العامة في المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة، مؤسس الجمعية ورئيس مجلس الإدارة، أن الجمعية سوف تركز في المرحلة الأولى على نشر ثقافة وأهمية السياحة الزراعية والريفية بين المزارعين وسكان المدن والعمل بكل جد في توطين أفضل التجارب والمهارات العالمية في صناعة السياحة الزراعية والريفية وتأسيس وتطوير قاعدة معلومات وبيانات لكل ما يتعلق بالسياحة الزراعية والريفية.
وأضاف أن الجمعية ستعمل مع كل المزارعين على إبراز العناصر المميزة لكل مزرعة وتطويرها لكي تساعدهم في إنجاح مشروع السياحة الزراعية وفي زيادة وتنوع دخلهم وتوفير المناخ والبيئة المحفزة للتنافس بين المزارعين لتقديم أفضل البرامج والأنشطة داخل وخارج مزارعهم، والسعي لتثقيف الجهات الممولة والمانحة من القطاع العام والخاص وجميع الشركاء حول أهمية السياحة الزراعية والريفية مع التركيز على زيادة الوعي بالأهمية الاقتصادية للسياحة الزراعية والريفية كمجال داعم ومولد لفرص العمل وفتح فرص جديدة للاستثمار مع الحرص على توثيق العلاقة الإستراتيجية مع وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في "برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة" والمراكز والروابط البيئية وجميع الجهات في القطاع العام والخاص والتعاوني والخيري.
وأوضح "الفريدي" أن من ضمن مشروعات الجمعية إقامة المزارع السياحية والنزل الريفية وإدارة المزارع السياحية والريفية وتسويق منتجاتها، والعمل على دعم برامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة وتوظيف الكوادر الوطنية في المناطق الريفية.
كما أكد أن الجمعية سوف تسعى لعقد الكثير من الشراكات الإستراتيجية مع الجهات الحكومية والجهات الأكاديمية والقطاع الخاص والقطاع التعاوني والخيري من أجل توفير فرص العمل للشباب والشابات في المناطق الريفية وتقديم التدريبات اللازمة التي يحتاجون إليها لاكتساب المهارات والمعارف التي تؤهلهم للعمل في قطاع السياحة الزراعية والريفية ومساعدتهم في تبني وتطوير مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة.
من جانب آخر، أشار الاستشاري الدكتور صالح الغامدي صاحب مزرعة الزيتونة السياحية في منطقة الباحة وعضو مؤسس في الجمعية إلى أن من ضمن أهداف المرحلة الثانية في مسيرة الجمعية السعي إلى تطوير المزارع التقليدية لممارسة أنظمة وبرامج السياحة الزراعية والريفية وكذلك تنظيم وتطوير الرحلات السياحة الزراعية والريفية على المستوى الداخلي والخارجي وإلى تطوير وتأصيل مفهوم السياحة الزراعية والريفية والسياحة البديلة.
وبيّن "الغامدي" أن الجمعية ستعمل على إقامة المؤتمرات والندوات وورش التدريب في إدارة المزارع السياحية والريفية والإدارة والإشراف على المزارع والمشروعات التي تريد تطبيق السياحية الريفية مع اهتمامها بتقديم الاستشارات في تأسيس وإدارة وتشغيل وتسويق المزارع السياحية.
وقال خالد السيف المدير العام للسياحة في منطقة حائل سابقًا والمستشار للسياحة البيئية حاليًا وأحد فريق تأسيس الجمعية إن السياحة البديلة وتنوعها بالسعودية مثل سياحة المُغامرات والسياحة الثقافية والسياحة البيئية وسياحة الطعام والسياحة التراثية والسياحة الطبيعية تعد أحد المقومات الناجحة للجمعية إذا تكاملت مع السياحة الزراعية والريفية وفق ما خططت له الجمعية في سعيها لتوفير وجهات وبرامج سياحية جديدة وصديقة للبيئة تربط سكان المدن بالمناطق الريفية في رحلات قصيرة خلال نهاية الأسبوع أو الإجازات السنوية القصيرة.
كما شدد "السيف" على أهمية تنمية القطاع السياحي الصديق للبيئة في المناطق الريفية وقليلة التنمية، والمناطق النائية وبين أنه يمثل هاجسًا للجمعية ويمثل كذلك فرصًا كبيرة ومشجعة لتمكين المجتمع المحلي في الأرياف، للاستفادة من المنتجات المحلية سواء في الزراعة، أو التصنيع الغذائي، أو في الصناعات والحِرف اليدوية.
وعبّر الشيخ عبدالمحسن الحكير "شيخ السياحة السعودية" عن شكره وتقديره لعراب وقائد السياحة الزراعية والريفية بالعالم العربي "راضي الفريدي" على مبادرته في تأسيس الجمعية معربًا عن تفاؤله في أن تكون الجمعية المختصة بالسياحة الزراعية والريفية عاملاً أساسيًا في إحداث تنمية ريفية زراعية سياحية مستدامة في المناطق الريفية متوافقة مع توجهات واهتمام الدولة حفظها الله في تشجيع السياحة الداخلية وتنوع وجهاتها السياحية مع الاهتمام في إحداث حراك للتنمية الريفية والزراعية والاقتصادية المستدامة في المناطق الريفية، وبيّن الشيخ الحكير أن أمام الجمعية الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف برامج وأنشطة السياحة البديلة والسياحة الصديقة للبيئة.
وشدد "الحكير" على أهمية تفعيل السياحة الصحية وإقامة المنتجعات الصحية حيث بلادنا تحتاج إلى مثل هذا النوع من السياحة، مؤكدًا كذلك أهمية إيجاد المقرات والكوادر المؤهلة لهذا الجانب المهم الذي سيكون له دور كبير في تنشيط السياحة الداخلية وأنه سيمثل ثروة جديدة للوطن والمواطن وتغني عن السفر للخارج بغرض الاستشفاء بينما ستكون المملكة مقصدًا سياحيًا عالميًا لما وهبها الله من مواقع بيئية متنوعة تجعل منها وجهة سياحية طوال السنة.
فيما أكد المهندس خالد بن ناصر أبو ذيب الرئيس التنفيذي لشركة الصافي أن جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية سوف تقدم الكثير من الحلول والفرص لأصحاب الشركات الزراعية للاستفادة من أصولها والإسهام في تحقيق رؤية 2030 بالاستفادة من إمكانات تلك الشركات في برامج الترفيه، إضافة إلى الزيادة في مبيعاتها، وإيصال رسالة وأهداف تلك الشركات حول المساهمة في برامج الأمن الغذائي من خلال تقديم منتجات محلية منافسة للكثير من المنتجات الزراعية والغذائية المستوردة فضلاً عن دورها في دعم المحتوى المحلي في الوطن وذلك من خلال فتح المشروعات الزراعية الكبيرة أبوابها أمام المواطنين والمقيمين للاطلاع عن قرب على العمليات الإنتاجية وتعزيز الثقة في المنتج المحلي.
وبيّن المهندس ماجد الخميس رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية أن الكثير من أهداف الجمعية التعاونية للسياحة الزراعية والريفية تتوافق مع روية ٢٠٣٠م التي تسعى إلى تنوع مصادر الدخل المحلي وزيادة الفرص الوظيفية أمام أبناء الوطن وتحديدًا المناطق الريفية وتحقيق تنمية زراعية سياحية مستدامة، والمحافظة على المكتسبات الزراعية، وأضاف الخميس أنه من المهم المشاركة والتكامل مع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة والمشروعات الزراعية الكبرى والمزارعين حتى يكون عملاً منظمًا وقد لمسنا ذلك في أهداف وتوجهات جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية.
كما شدد على ضرورة دعم مثل هذه المشروعات المهمة وذلك بتسهيل التراخيص لها ومنحها القروض الميسرة لكي يستطيع المزارع تطوير وتأهيل مزرعته لتكون رافدًا جديدًا ومهمًا يضاف إلى مقومات السياحة بالمملكة.
ورحب الدكتور عبدالله آل كدمان رئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية بالموافقة على تأسيس الجمعية التعاونية للسياحة الزراعية والريفية وأكد أنها تعد باكورة نجاح للتعاونيات في السياحة الزراعية والتنمية الريفية والعمل التعاوني والمؤسسي الذي يساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول كما أنها جمعية تجمع الكثير من القدرات والإمكانات من أجل توحيد الجهود وتوجيهها لدعم الاقتصاد الوطني الذي أصبح العمل التعاوني جزءًا أساسيًا من تطوير وتنمية المجتمعات المحلية وتحقيق خدمات اقتصادية لمرافق حيوية في مختلف شؤون حياة المواطن، موضحًا أن الجمعية تؤسس لفكر جديد في مفهوم السياحة الريفية والزراعية وتقدم الفرصة لسكان الأرياف للمشاركة في الأنشطة السياحية ما يفتح للمناطق الريفية فرص عمل مختلفة تحقق دخلاً مجديًا يغني عن هجرة الأرياف ويعيد التوازن الطبيعي للحياة بين الريف والمدينة.